رفض منافقي الصحابة الاحتكام الى القرآن الكريم
الدكتور احمد صبحي منصور
قوله جل وعلا
يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِمِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ
تَأْوِيلاً ) جاء تعليقا مقدما على موقف فعلى للمنافقين الذين رفضوا الاحتكام الي القرآن الكريم ، فقال جل وعلا فى الآيات التالية
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ
تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْت الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ
مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ
مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا
تَسْلِيماً )(النساء 59 : 65
اولا : هم كانوا يقولون باللسان فقط أنهم يؤمنون بالقرآن ، ولأنهم كاذبون فقد
استعمل رب العزة لفظ (يزعمون ) فقال يخاطب الرسول
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ هناالتناقض بين القول والفعل ، وهى سمة النفاق فى كل زمان ومكان.هذا ينطبق على عصرنا
حيث يقيم الاخوان المسلمون فى مصر حزب ( العدالة والحرية ) وهم فى تناقض تام مع
العدالة والحرية ، وحيث يقيم السلفيون فى مصر حزب النور ، وهم فى ضلالهم ظلماتهم
وقرونهم الوسطى يعمهون. وحيث تجد الاخوان ينسبون أنفسهم الى الاسلام وهم فى
الحقيقة والمعتقد والسلوك وهابيون أعداء حقيقيون للاسلام . هنا يتجلى النفاق بإرذل
وأسمج وأوضح معانيه
ثانيا : ترك منافقو الصحابة الاحتكام الى القرآن ، وآثروا عليه الاحتكام الى
الطاغوت . و الطاغوت فى المصطلح القرآنى هو الأحاديث الشيطانية والتشريعات
الشيطانية والوحى الشيطانى ، ولمزيد من التفصيل لنا مقال فى هذا عن معنى الاسلام
ومعنى الطاغوت. وقد أمر الله جل وعلا بالكفر بالطاغوت والايمان به جل وعلا وحده
وبكتابه وحده ، ومنافقو الصحابة لو كانوا مؤمنين فعلا فعليهم ان يكفروا بالطاغوت
تمسكا بالقرآن الكريم
. ولكنهم يرِيدُونَ أن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ ).والسبب هو (الشيطان)،أستاذهم واستاذ الجميع والمصدر الأساس للطاغوت وكل الوحى
الكاذب الذى يطغى على الوحى الالهى ليضل الناس يُرِيدُونَ
أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ
وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا
ثالثا : ولأنهم فى ريبهم يترددون تراهم فى الأحوال العادية يصدّون عن سبيل الله
ويرفضون الاحتكام الى كتاب الله ، فإذا أصابتهم مصيبة جاءوا للرسول يحلفون له
بالكذب . ولو أنهم جاءوا له بالصدق فى التوبة والاستعداد المخلص للطاعة والتسليم
بحكم الله جل وعلا لكانت المغفرة من نصيبهم
.( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً وَلَوْانَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ
وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماًاعلاه هو جزء من مقال نشره موقع "اهل القرآن" تحت عنوان :
التشابه بين السلفيين والمنافقين في عدم الاحتكام للقران الكريم