وصلنا إلى بول البعير
حسن الخفاجي
في العالم الغربي تنتشر مراكز الأبحاث والدراسات العلمية والإنسانية, لذلك ينام الغرب ويصحوا على انجاز علمي واختراع واكتشاف وتطور وإبداع أنساني يخدم البشرية .
في عالمنا العربي تنتشر مراكز أبحاث لغوية وتاريخية ودور وفضائيات إفتاء , ما من يوم يمر دون فتوى و"لغوة"جديدة تعود بنا إلى: أفيال أبرهة الحبشي , وسيف عنتر , وحروب الردة , ومعلقات شعرية هي رأسمالنا الذي نفاخر فيه !!!!.
يولد ويعيش الإنسان الغربي في دول يحكمها دستور وقوانين يعرف حقوقه وواجباته . يولد العربي ويموت في بلدان لا سيادة لقانون فيها , لا يعرف اغلبنا حقوقنا وواجباتنا .
يتعلق الغربي بالحضارات الإنسانية , يهتمون بالآثار ويقدمون خبراتهم ومساعدات مادية وتقنية للتنقيب عنها وصيانتها , الغريب ان مثقفيهم يعرفون عن حضاراتنا أكثر مما نعرفه نحن !.
بينما قامت دول عربية وأشخاص نافذون بهدم الشواهد الحضارية والتاريخية والمتاجرة بها , الأغرب ان فتوى دينية صدرت من الشيخ السلفي المصري محمد حسن تجيز سرقة الآثار , التي يعثر عليها الإنسان في ارض تعود ملكيتها له !!!. إضافة إلى جريمة حركة طالبان الأفغانية , حينما دمرت تماثيل بوذا التاريخية بعلم القرضاوي , دون الالتفات إلى اعتراض المجتمع الدولي بمنظماته. في العرق أكمل لصوص ومؤسسات رسمية ما قام به لص الآثار الأول مرافق صدام وابن عمه ارشد ياسين , حيث سجلت هيئة الآثار والتراث 3600 خرق قامت بها الأوقاف الشيعية والسنية والمسيحية مؤخرا. !.
يحترم اغلب إخوتنا المسيحيون الصليب باعتباره رمزا دينيا مقدسا, بينما هدم السعوديون بيت النبي محمد ص وشيدوا في مكانة مرافق صحية . هدموا قبور بعض الصحابة وال البيت لأسباب تافه , فجر تنظيم القاعدة الضريح التاريخي للإمامين العسكريين في سامراء العراق , ينوي السلفيون في مصر تدمير مسجد الحسين وأضرحة إل البيت , مثلما هدم السلفيون الليبيون قبور الأولياء والصالحين في ليبيا, من بينها ضريح الولي احمد البكر- ليست له علاقة بالرئيس احمد حسن البكر- .
في الغرب يجرم من يدعو لعنصرية ويميز في المعاملة على أساس عنصري , بينما توجد في بلاد العرب وسائل إعلام ودور إفتاء لا شغل لها غير التحريض على الكراهية والقتل , هم مستمرون ببث أحقادهم للان دون ان يمسهم احد بسوء , الأغرب انهم مدعمون وممولون من دول!!.
لا دخل للدين في حياة الغربيين وممارساتهم اليومية , نرى حياتهم منظمة وتسير حسب الأصول . يقحم العرب الدين في كل شيء , نرى بين مجتمعاتنا انتشار الغش والكذب والخداع .
هم مهتمون ويبحثون عن حياة وماء في الكواكب الأخرى ,
بينما تسعى بعض دولنا وإعلامها إلى القتل والتدمير وسحق المعارضين .
يطبقون المنهج التعليمي العلمي في مدارسهم , تخصص كل دول الغرب ميزانيات كبيرة للتعليم , بينما يوجد بيننا نائب سلفي في البرلمان المصري يقول:"ان تعلم اللغة الانجليزية مؤامرة "!!.
اعتذرت اغلب كنائس أوربا ودولها لضحايا حوادث التحرش الجنسي في الكنائس وعوضتهم , بينما لم نسمع من مركز إفتاء أو مؤسسة دينية إسلامية اعتذارا عن أخطاء وجرائم ارتكبها من حكموا باسم الإسلام بحق شعوب أخرى وبحق المسلمين أنفسهم , لا بل وجد بيننا من يفتخر بهذه الجرائم .
الم تسمعوا بمن يفاخر بقتل الحسين ع , وضرب الكعبة بالمنجنيق وتكفير المخالفين في الرأي !؟.
من نلومه على استبداده وجبروته ومن اوجد شعار:"إنما العاجز من لا يستبد " , هو الخليفة العباسي هارون الرشيد , في زمنه صنعت ساعة وتطور العلم والترجمة , بعد أكثر من ألف عام على وفاته لم يتمكن العرب من صناعة ساعة أو إبرة خياطة بجهد ذاتي , الأغرب ان مراكز أبحاث تسمي نفسها علمية عربية , تدعو لعلاج الناس بحليب الناقة وبول البعير .
في العراق بعد كل الفتاوى التي سمعناها عن تحريم التعرض للعراقيين بسبب اختلاف الدين والمذهب واللبس والشكل , ما زال بعض الشباب يقتلون لأسباب تافه تناولها الإعلام أخيرا , الأغرب ان احدهم عاتبني على مقالي الأخير حول الفنان فؤاد سالم قائلا "أنت من كل عقلك تريد الناس تتبرع المطرب مو حرام "
(إذا ما الجهل خيم في بلاد رأيت أسودها مسخت قرودا) الرصافي
11-3-2012
Hassan_alkhafaji_54@yahoo.com