لقد منَّ الله عزّوجلّ على هذه الأُمّة بمنن عظيمة، ونعم كبيرة، ومواسم خير كريمة لا تكاد تنقطع، فما يكاد المسلم يخرج من موسم إلا وينتظره آخر، وما ينتهي من وظيفة إلا وتستقبله وظيفة.
ومن أجل تلك المواسم، وأعظم تلك الوظائف، موسم رمضان، ووظيفة الصيام والقيام فيه.
وقد تعوّد كثير من المسلمين الإستعداد لرمضان بإعداد الموائد المليئة بأصناف الطعام والشراب المتنوعة، والمبالغة في ذلك والتكلف لها، أهي إحتياجات جسدية، ربّما كان ضررها على المراد من الصيام والقيام أكثر من نفعها، وتفويتها لمقاصد الصيام والقيام أكثر من نفعها
أخيه :
هذا موسم الخير قد أقبل زاخر بعظائم النعم والفضائل،
تفتح فيه أبواب الجنان,وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد فيه الشياطين ,وتتنزل فيه الرحمة ولله عتقاء من النار كل ليلة...
فشهر ــ ذاك شأنه ــ جدير بك أخيهــ أن تستقبليه بالتوبة الصادقة
من المعاصي والذنوب وماحدث من تفريط وتقصير في أعوامك
السابقة من بعد عن المعاصي والذنوب وما حدث من تفريط
وتقصيرفي أعوامك السايقة من بعد عن الطاعات والأعمال الصالحة ,
واعزمي كل العزم على صومه كما يحب الله ويرضى,حتى
لاتضيع منك غنائمه, ولا يفوتك شيئ من فضله لاسيما والعمل
فيه مضاعف رحمة من الله,بل إن الله جل جلاله وعلا ,قد أخفى أجره
فلا يعلم مدى عظمته ألا الله وفي ذلك لمن تأمل تشجيع لأهل العزم والراغبين في الجنة والأجر,
قال صلى الله عليه واله وسلم
"كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة
بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم
فإنه لي وأنا أجزي به, يدع شهوته وطعامه من أجلي
,
وللصائم فرحتان:فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه
ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)"وخلوف فم الصائم : هو رائحته...
بالصبــــــــــر والإحــتســـــــاب
فإنما شهر رمضان شهر الصبر وما شرعه الله جل وعلا لزيادة
التقوى وليبتلي عباده المؤمنين ببعض الجوع والعطش
والإنقطاع عن الشهوات وذلك البلاء في متناول كل نفس أن
تدفعه وتحوله إلى لحظات هنية تزخر باللذة والفرح والسعادة
بموعود الله جل وعلا يوم القيامة ,فالأخت الصابرة في صيام
رمضان على الجوع والعطش والإجتهاد في أورادها وأذكارها
وتلاوة القرآن والقيام تجزى بإذن الله جزاء الصابرين
قال تعالى
[إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ]"الزمر10 "
مجاهـــــدة النفـــس علــى تـــلاوة القـــرآن
فإن شهر رمضان هو شهر القرآن وقد بين الله جل وعلا ذلك في
قوله
[شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات
من الهدى والفرقان]"البقرة 185 "
"كان النبي صلى الله عليه واله وسلم أجود الناس, وكان أجود مايكون
في رمضان حين يلقاه جبريل يلقاه في كل
ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله
صلى الله عليه واله وسلم حين يلقاه جبريل أجود من الريح المرسلة"
وكان الزهري إذا دخل رمضان قال إنما هو قراءة القرآن وإطعام الطعام...
أخيـــة ولتنـــالي بــركـــات رمضــان وفضــله
عليك أن تعقدي العزم في أول أيامه على إغتنام ليلك ونهارك في
تلاوة كتاب الله وأن تعزمي على ختم القرآن ولوثلاث مرات أو
مرتين في الشهر’كي تنالي شفاعته ,يوم لاينفع مال ولا بنون
إلآ من أتي الله بقلب سليم..قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
(إقراؤو القرآن فإنه ياتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه )