بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمدوعجل فرجهم ياكريم
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ
وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلا خَائِفِينَ
لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )عظم الله لنا ولكم الأجر بهذه الذكرى المؤلمة
في يوم الثامن من شوال تمر علينا ذكرى أليمة وعلى قلوب محبي محمد وآل محمد
الا وهي ذكرى هدم قبور البقيع هدم قبور ائمة الهدى والحق عليهم افضل الصلاة
والسلام
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ
لمن القبور الدارسات بطيبة *** عفت لها أهل الشقا آثارا
قل للذي أفتى بهدم قبورهم *** أن سوف تصلى في القيامة نارا
أعلمت أيّ مراقد هدمتها !؟ *** هي للملائكة لا تزال مزارا
دأبت الأمم على تقديس عظمائها ومصلحيها، وكل من وضع نفسه في خدمة كيانها
وهويتها (بل من شكل هويتها) وحضارتها، وبما يرافق هذا التقديس من إفرازات
أينعت ثمارها في تشكل شخصيات ، حاولت أن تكمل الطريق من منطلق التأثر
والتأثير، بما يؤصله معرفياً، علماء الاجتماع (سيما الاجتماع التاريخي)
وعلم الانثربولوجيا الاجتماعية والسياسية أو سلوك وطبائع البشر، من وجود
حالة توجه لا شعوري تتركز في كيان الفرد ومجتمعه نحو مثل أسمى والتشبه به،
لذا تكون قضية التواصل مع هذا المثل ـ ضرورة في استمرار التشكل الحضاري
وديمومة دورتها ـ قراءة لأفكاره، لسيرته، واستذكاره .. وزيارة كل ما يذكر
به، الأمر الذي يوفر له الانشداد إلى الأسس والمنطلقات التي سار عليها ذلك
المثل الأسمى بغية تدشينها وتكميلها.
لذا ينصح علماء النفس التربوي، على قراءة سير وتراجم عباقرة وأبطال التاريخ
ومقومي مسيرته. فلا وجود لأمة تحترم تاريخها وتعتز بمجدها الحضاري تقدم
على محو آثار عظمائها (هدم قبورهم أو ما شابه في طمس معالمهم) فتحول
مشاهدها إلى أكوام من تراب وأحجار.. أي تاريخ بقي لها وأي مجد ستفتخر به
أمام الأمم..ولا وجود في الدنيا لأمة تمعن في طمس معالم قادتها الذين نوروا
التاريخ، وتعبث بمعالمها التاريخية التي تذكرها بالماضي.. فإذا كان الشرك
هو ان تحتفل الأمم بعظمائها وتخلد ذكرى أبنائها أو أئمتها.. فعلى ذلك يكون
كل من في الأرض مشركاً إلا أتباع مذهب الوهابية.
من هنا يمكن أن ندخل إلى مسألة القبور وزيارتها، ووجودها، وأثرها، وشرعيتها بالذات، تزامناً مع هدم الوهابية لقبور الأئمة (
)
في البقيع، والمزارات والأماكن المقدسة لمطلق المسلمين سنة وشيعة، فقد
وصفها عون بن هاشم، حين هجم الوهابيون على الطائف بقوله: (رأيت الدم فيها
يجري كالنهر بين النخيل، وبقيت سنتين عندما أرى الماء الجارية أظنها والله
حمراء)(1).
وكان ممن قتل في هذه الهجمة التاريخية المشهورة التي تدل على همجيتها على
البعد البعيد للوهابية عن الإسلام ووجههم المزري والمشوه للإسلام ـ الشيخ
الزواوي مفتي الشافعية وجماعة من بني شيبة (سدنة الكعبة)... وكانوا قد
بدأوا في تهديم المشاهد والقبور والآثار الإسلامية في مكة والمدينة
وغيرهما.. ففي مكة دُمرت مقبرة المعلى، والبيت الذي ولد فيه الرسول (
)(2).
أما ما يسمى بنكبة البقيع حيث لم يُبق الوهابيون حجراً على حجر، وهدموا
المسجد المقام على قبر حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء ومسجد الزهراء (
) واستولوا على أملاك وخزائن حرم النبي (
).. وهُدمت قبور أهل البيت النبوي (
)، وقبر عثمان، وقبر الإمام مالك.
وعندئذ وردت عليهم من كل أطراف العالم الإسلامي رسائل احتجاج ـ وهذا ما يدل
على رفض العالم الإسلامي وتبرئة وتكفير هذا المنطق الوهابي وكل كيانهم ـ
على ما قاموا به من تخريب للمشاهد والآثار الإسلامية... ومن أهم تلك
الاحتجاجات وأقواها، ماجاء من مصر والعراق وتركيا والهند وإيران
وإندونيسيا، فالبقيع مقبرة مقدسة في المدينة المنورة، وقد دُفن فيها أربعة
من أئمة أهل البيت وهم: الإمام الحسن بن علي والإمام زين العابدين والإمام
محمد الباقر والإمام جعفر الصادق (عليهم الصلاة والسلام) كما دُفن فيها:
إبراهيم بن رسول الله (
) وإسماعيل بن الإمام الصادق، وبعض بنات النبي وبعض زوجاته، وعماته، والسيدة أم البنين حَرَم الإمام علي أمير المؤمنين (
) ومرضعة النبي: حليمة السعدية، وجمع من الصحابة والشهداء والتابعين..
والبقيع أرض مقدسة، وأرض مشرفة، وتربة معظمة بل هي قطعة من الجنة لأنها تضم
ـ في طياتها.. أبدان ذرية رسول الله وأجساد جمع من أولياء الله.
وقد كانت على هذه القبور قباب وبناء، وكان لها صحن وحرم، فكانت عظيمة في
أعين الناس، شامخة في قلوب المسلمين... محفوظة حُرمتها وكرامتها، وكان
الناس يتوافدون على هذه البقعة المقدسة لزيارة المدفونين فيها ـ عملاً
بالسنة الإسلامية من استحباب زيارة القبور وخاصة قبور ذرية رسول الله
وأولياء الله تعالى.
وعندما شن الوهابيون حملتهم عليها، عَمدوا إلى هذه القباب المكرمة فهدموها
بمعاول الاستعمار وسَوّوا تلك القبور مع الأرض، وحّولوا البقيع إلى تراب
وغبار وأحجار ـ بعد أن كان مفروشاً بالرخام ـ ونَهبوا كل ما كان فيه من
فُرش غالية وهدايا عالية، وسرقوا المجوهرات واللآلئ، التي كانت داخل أضرحة
أهل البيت (
). وذلك في عام 1342.
كما قاموا بفعلة شنيعة في سنة 1216هـ (1801م) بالاعتداء على مباني مدينة
كربلاء، فهدّموا المساجد والأسواق، والكثير من البيوت التراثية المحيطة
بالمرقدين وعبثوا بالمراقد المقدسة وهدموا سور المدينة (3).
ومما يدل على همجية النهج الوهابي المنافي لقيم الحضارة والتمدن، ما لاحظه
قوم لا شأن لهم وقضية التوحيد، الرحالة السويسري (لويس بورخات) الذي وصف
البقيع بقوله:
(هي عبارة عن مربع كبير تبلغ سعته مئات
من الخطوات، محاط بجدار يتصل من الجهة الجنوبية بضاحية البلدة، وبساتين
النخيل الأخرى. وتبدوا المقبرة حقيرة جداً لا تليق بقدسية الشخصيات
المدفونة فيها. وقد تكون أقذر وأتعس من أية مقبرة موجودة في المدن الشرقية
الأخرى التي تضاهي المدينة المنورة في حجمها، فهي تخلوا من أي قبر مشيد
تشييداً مناسباً، وتنشر القبور فيها وهي أكوام غير منتظمة من التراب يحد كل
منها عدد من الأحجار الموضوعة فوقها (..) وقد خّرب الوهابيون قبورهم
وعبثوا بها)(4).وهذا بالتأكيد ـ منطقياً ـ لا يدل إلا على الضحالة الحضارية للوهابيين
وفقدانهم الوعي الاجتماعي، الديني بل خللهم المعرفي، ولا يمكن وضعهم ضمن
إطار إسلامي ينسجم ومنطلقاته الموضوعية، وهذا (الرأي) هو الذي رسخ أخيراً
في أقطاب العالم الإسلامي بكل مذاهبه، بأن هؤلاء بعيدين عن الإسلام، سيما
مع ما فضحهم أخيراً في ولادتهم المزرية المتمثلة بنظام الطالبان في
افغانستان، بما يقوم به من ممارسات ونهج وقوانين تشوه الإسلام.. سيما بعد
بروز الإسلام كظاهرة شرقية تهم العالم في بعده الجيوسياسي.
القبور بين الشرعية والبدعة
نبدأ في المسألة من نفي السلب (الرفض)، مع بحث تاريخ مبسط يمكن وضعه
في إطار الاحتجاج بالسنة وهي تاريخية بلا شك، فالعلاقة مع القبور في
التبرك والزيارة، أمرٌ طارئ مستحدث (بدعة) على الدين أم غير ذلك. هذه
الممارسات تخبرنا السُنة أنها من الممارسات التي كانت شائعة في صدر الإسلام
وتفجره الأول. فإذا كان الأمر شركاً، فهذا يفضي إلى القول بأن الرسول (
) والأنبياء (
)
قبله والصحابة ـ استغفر الله ـ كانوا في شرك. فقد كان الصحابة، أول من
مارس هذا النوع من الشعائر، ولم يكن هناك أي حساسية يجدونها في ذلك، ولا
كان الرسول (
) ينهاهم عن أمر وهو يعلم أن الطبيعة البشرية تحتاج إلى أن تجسّد ولاءها، وتحول ذلك إلى حالات محسوسة تعيشها في حياتها اليومية.
فهذا لم يكن وسيلة دون الله، أو ذا قيمة ذاتية مستقلة عن الله، وإنما شأنه
شأن الشعائر الأخرى في مندوبيتها وأثرها الوضعي المشهود. بل لطالما نجد
أقرب إلى المستفيضة في توجيه هذه الشعيرة، مذكوراً مع كثير منها الأثر
الكبير دنيوياً لها... وكذلك مصلحتها ومقصدها الشرعي، بل ذات دلالة تؤكد
بقرائتها الكثيفة على أهمية شأن القبور في الأثر الاجتماعي وحركته، إذا
أنها بعد عميق في ربط عالم الغيب (بما يثيره عالم القبر) مع عالم الشهادة،
وهي محطة (القبور) والتي طالما غيّرت مسيرة أشخاص من الظلال إلى الاستقامة،
بما يعرضه لنا الأدب العربي والتراث عموماً من قصص وأحداث وأشعار وكلمات
رافقت التحول. ويمكن أن نذكر بعض هذه الأحاديث وأقوال الأئمة (
)..
مثل: جاور القبور تَعَتبرْ، وإذا ضاقت بكم الصدور فعليكم بالقبور، والحديث
الشريف: من أتى قبر أخيه ثم وضع يده على القبر وقرأ (إنا أنزلناه سبع مرات
أمن يوم الفزع الأكبر)(5). كما أن سورة التكاثر تحمل ثقلاً دلالياً في
توجيه ذلك: (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر)، بسياقها السابق واللاحق
يشير إلى ما بعد مرحلة طغيان الإنسان وانفكاكه عن فطرته.. وما تثيره القبور
من عودة إلى الذات وصفعة موقظة للنفس.
كذلك يمكن الركون إلى آيات كثيرة توضح العلاقة مع القبور وأهميتها، منها
قوله تعالى: (فقال ابنوا عليهم بنياناً، ربهم أعلم بهم، قال الذين غلبوا
على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً)(6). وهذا يدل على أن قبور الأولياء
والصالحين، أمر مندوب وطبيعي جداً مع كل الأديان سيما السماوية منها، وقد
أقرّ الله تعالى ذلك، لكل الأبعاد المدروسة سالفاً.. في بعد يقظة الإنسان
بعد ضياعه في الدنيا، ونسيان مرحلة الموت.
والآية الصريحة (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)(7)، فما المانع إذاً من
اتخاذ قبور الأنبياء مساجد... وإذا كان الأمر كذلك كما يعتقد الوهابيون
فيكون جميع أنبياء الله مشركين ـ أستغفر الله ـ لماذا ؟ لأن أغلبهم زار
مقام إبراهيم، وحام حوله.. واتخذه مصلى.. كما أثار ذلك بعض علماء الأمة في
نقاشهم مع الوهابية.
إضافة إلى ماجاء في صحيح البخاري منعاً لجدل معرفي في الاستدلال بالتراث
الشيعي وتحاشياً معهم.. نجد أن في إطار (مندوبية التبرك) .. ما جاء عن عروة
بن مسعود في صلح الحديبية قال: والله ما تنخم رسول الله (
) نخامة إلا وقعت في كفّ رجل منهم. فدلك بها وجهه وجلده إنه إذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه)(
.
وما جاء أيضاً في البخاري عن عبيدة قال: لأن تكون عندي شعرة عنه ـ أي النبي (
) ـ أحب إليّ من الدنيا وما فيها (9).
وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله (
) أتى منى وحلق رأسه بعد أن رمى ونمر، وأنه دعا الحالق فاعطاه أبا طلحة فقال، أقسمه بين الناس(10)
إضافة إلى روايات كثيرة ونصوص زاخرة بهذا البعد تعطينا فكرة عن وجود هذه الممارسة في عهد رسول الله (
) والصحابة وعلى دأبهم على الاستشفاع برسول الله (
) فقد جاء في حديث ابن حنبل والترمذي (11) وغيرهما عن تعليم الرسول (
) للرجل الضرير الدعاء المشهور، فقد أمره أن يتوضأ ويحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء:
(اللهم إني أسالك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي. اللهم شفعّه فيّ)
إذن الأمر لا شك في شرعيته.. كما أن أمر التهديم والاعتداء على هذه
المشاهد الشريفة بكل عظمتها وأهميتها في حفظ الهوية الإسلامية كرموز لوجوده
الأول. لا شك في خطورته.
لكن المؤلم عدم إقدام أي واحد من الشخصيات الكبيرة، على إعادة البناء من جديد مع قدرتها وسماع كلمتها وأثرها.
لذا كانت من أهداف وخطى آية الله السيد الشهيد حسن الشيرازي هو: تجديد البناء على مراقد أهل البيت (
)
وإعادة ما كان مبنياً عليها من قباب ومنارات ... نظراً إلى أنّ تركها ـ
كما هي عليه الآن ـ يعتبر نوعاً من الهتك والإهانة لحُرمهم المقدسة. ومن
أجل هذا الهدف المقدس، تحرك الشهيد العظيم، باذلاً قصارى جهده من أجل
تحقيقه، والتقى عدة مرات بالملك السابق فيصل، وبكبار المسؤولين في الحجاز
وعقَد معهم سلسلة من اللقاءات والاجتماعات تمهيداً للموافقة على تجديد
البناء. وقد كان الشهيد الراحل ينوي القيام ـ من جديد ـ بنشاطات جديدة ـ
عندما تتاح له الفرصة ـ أملاً في تحصيل الموافقة، إلا أن يد الغدر لم تمهله
لذلك. هذا.. والمطلوب من علماء الدين ورجال الفكر والعقيدة أن يبذلوا
الجهود القُصوى في سبيل تحقيق هذا الهدف المقدّس.. وأن لا يتوانوا عن السعي
من أجل الوصول إلى هذا الأمل الذي كان يحلم به شهيدنا المعظم (رضوان الله
عليه) ويحلم به مئات الملايين من المؤمنين.
1 ـ نجد وملحقاته، أمين الريحاني، ص256.
2 ـ أمين الريحاني، نقلاً عن حمزة الحسن، الشيعة في المملكة السعودية، ج2، ص271
3 ـ دراسات حول كربلاء ودورها الحضاري، وقائع ندوة علمية عقدت في لندن، دار الصفوة.ط1، ص607.
4 ـ حمزة الحسن، الشيعة في المملكة السعودية، ص211.
5ـ التفسير المعين، محمد هويدي، ص200 هامش القبر.
6 ـ سورة الكهف: آية 21.
7 ـ سورة البقرة: آية 125.
8 ـ صحيح البخاري: ج2/83.
9 ـ ن.م: ج1/31.
10 ـ صحيح مسلم، كتاب الحجر، 324.
القبور قبل الهدم
كان البقيع قبل هدمه هكذا: الأئمة الأربعة(
) في قبة، وتزار فاطمة الزهراء(سلام الله عليها) في بقعتهم حيث من المحتمل أنها دفنت هناك، والله العالم بحقيقة الحال.
كما يحتمل أنها(
) دفنت في بيتها، ولعل أمير المؤمنين(
) حمل صورة جنازة إلى عدة أماكن، كما حمل الإمام الحسن(
) صورة جنازة الإمام أمير المؤمنين (
) إلى البصرة.
ومن هنا لا بأس بزيارة الصديقة الطاهرة(سلام الله عليها) في البقيع، وفي
المسجد، وفي بيتها وذلك لخفاء القبر الشريف، وسيظهر ان شاء الله تعالى عند
ظهور ولدها الإمام المهدي(عجّل الله تعالى فرجه الشريف) وإن كان من المحتمل
إخفاء قبرها (سلام الله عليها) إلى يوم القيامة ليبقى سنداً على مظلوميتها
طول التاريخ.
وكان في نفس تلك القبة مدفن العباس عمّ النبي(
وسلم).
وكانت خارج القبة بفاصلة قليلة قبةٌ مبنية على بيت الأحزان، حيث كانت
الزهراء (سلام الله عليها) تخرج إلى ذلك المكان وتبكي على أبيها.
وكانت تشتمل مقبرة البقيع على قباب كثيرة، مثل أزواج النبي وأولاده وبناته ومرضعته(
وسلم) حليمة السعدية، وكانت هناك قبة فاطمة بنت أسد(سلام الله عليها) والدة الإمام أمير المؤمنين (
) ، وقبة أم البنين(سلام الله عليها) زوجة الإمام أمير المؤمنين(
) وقبتها قرب قبة عمات النبي (
وسلم)، وكانت أيضاً قبة جابر بن عبد الله الأنصاري، وغيرهم مما هو مذكور في التاريخ.
باب خيبر
كما أن أستاذنا الشيخ علي أكبر النائيني(رحمه الله) ذكر أنه كان بقرب حصن
خيبر(باب خيبر) وقد كان من المرمر الكبير وكان بعيداً عن الحصن قرابة
أربعين ذراعاً..
وقال: كلما ذهبنا في سفرتنا إلى الحج كنا نزور هذا الباب تبركاً بما ورد من أخذ الإمام(
) له ورميه هناك.
ولما استولى الوهابيون قطّعوا هذا الباب قطعاً وذهبوا بها عملاً بما أملي لهم، وبعد ذلك لم نجد له أثراً.
ويقع البقيع في طرف الجنوب الشرقي من مسجد النبي (
وسلم).
وقد اتسعت البقيع لكثرة من دفن فيها، فأدخلت فيه أراض كثيرة، وأول أرض اتصلت به محل دفن عثمان، وله قصة مذكورة في التواريخ.
وقد أخذوا بمحاربة البقيع وما تبقّى من آثار الرسول(
وسلم) حتــى منعت الحكومة الصلاة فــي البقيع، وزيــارة الــنساء لــه،
وإضاءة مـــصابيح في الليالي وما أشبه ذلك، مما ليس إلا رأياً واحداً
تبنّته الحكومة وحملته على المسلمين ـ كذباً وافتراءً ـ وهم ملياران،
والوهابية لا تزيد على حفنة قليلة جداً.
وبلاد السنة والشيعة كلها بريئة من مثل هذه الأمور وإلى الله المشتكى.