حنين اللقاء ( بقلمي )

بقلمي : 21 \ ذو القعدة \ 1433 @@@ 7 \ ايلول \ 2012

الخواطر تمرّ على الفكر مرور الأحزان لتمتلكها الذكرى وتحيا معها عالم الأشجان فتهتك حرمة الأماني والأحلام , وتسلب النوم من الأجفان !!...
تجده موله عاشق متيم ... ذاهل حيران متألم
لا يدري أيّان مجراها من مرساها ...
صورته عن الحياة في الماضي لم تَجْدِ النفع لأفكاره ,
ولن جيلب العنفوان لمشاعره , ولن يهب الأمل لأمانيه وأحلامه ...
سوى أنه كان يبحث عن نضرة شبابه ..
ولكن أين , ومتى , وكيف !!؟؟؟...
أخذ في تحصيله سنين عدة , فلم يجد سوى أحلاما واهية , وليال منسوجة بخيوط العنكبوت سرعان ما يمزقها إزار النهار ..
مع كل ليلة كان يرقب عودة الروح , ينام ليلته ليصبح على نسيم الفجر وهو يأمل أن تعيد لقلبه الحياة من جديد
فجأة وجد لقاءً فكريا , وانسجامًا روحيًا ولد في قلبه , وأينع ثماره مع حديث فكرها..
روحه الآن ستلج باب الحبّ , ويقيم وجوده ليأتلف معه ,
وتصل إلى غاية سموه ..
القلب انفجر كالبركان , واحترق بلهيب جمرة حبّه , بعد أن صور خيالها في مشاعره, ورسمها بين مطارح فكره..
فجاءت خيالًا مسحورًا , وإحساسًا دافقًا , وبات لا ير مسكنه إلا مع توأم الروح والقلب ...
صعقت من علو ليبدل من بعد خوفه أمنا , ويحول ضياعه إلى وجود .. فكانت بنية حيّة نابضة صانها القلب في وجوه أعدائه , وأطلقتها الروح عبر آفاقه وأعماقه لتحملها برفق ولين , ويسكن ديارها وقرارها ...
يحرص على سرّ صفوتها , ويقصد كنه فلسفتها , ويقتحم لجّة بحرها ليخوض غمرة أعماقها , ويتوغل في بحر معانيها , ولا يغادر البتة إلا أن يعثر على منفذها ..ذلك لأن ذوائب قلبه تحول إلى روضة مكللة , وجواهر مرصعة , وفنون مسترسلة ...

كم هي الآن قريبة من روحه... وبدا له أنه سيقتحم أعماقها , ليسمع همساتها الحانية , ونبراتها الهائمة المتألّمة ...
الزمن حكم لها أن يلتقي بها , ويصغي لها ليستعذب ألحان كلماتها, ويطرب لموسيقى مشاعرها , وبتأمل إلهام أفكارها , ويتهج طربًا وفرحًا لسناء وفور عقلها ...
ألحان عذبة , وهمسات دافئة حملها القلم لتروي لها روائع كلماته , وتحلّل شفافية مشاعره, ولحتى صلد فكره ويتجه بعدئذ ليغوص في غمرة أحاسيسه فيملأه بإناء الحبّ , والوفاء , والصدق ...
ومع هذا كله نجده لا زال يتساءل عن عذاب الهوى , وشجون القلب
ما سببه !!!؟؟؟...
كيف والقلب لم يعد يسكن إلاّ مع خفقاتها , والعاصفة لن تهدأ إلا حين تزغرد للحن نغماتها !!؟؟؟...
ثماره اليانعة , وأوراقه اليافعة لن تتساقط ما دام يعيش ربيعًا لم يكن يعهده من قبل , وأنسام المروج الخضراء قد اتخذت لها مكانا في قلبه لتتكامل الفضائل من روح فكر قلبه ...
مع هذه المشاعر الجميلة نجده يخشى اللقاء , وتحرقه الكلمة , ويعذبه البعد ويرمي به لبحر العطاش .. فيضن من النشاف , ويتقهقر بالعذاب , ويتلجلج من ألم الظرف وحاله ....
يأمل أن تهدأ العاصفة الثائرة من قلبه قبل أن يهدم بقية بضعة أركانه ..
لكن سرعان ما يعود إلى ألم الحب وعذابه الذي لا يمكن له بعد الآن أن يطفئ من قلبه نار الشوق , وحنين اللقاء ...

اتيت لاقف بين سطوركِ

اتيت لامتع عيني

بعذب البوح وجميل الكلام

اتيت وقد شدني النور المنبعث

من هنا