صفات الامام سلام الله عليه

ان نصب الإمام واجبا على الله جل شأنه من باب اللطف ، وان معرفته من قبل الامة واجبة أيضا ، عقلا ونقلا ، ومعرفته ان تكون بشخصه وبكافة صفاته ، بحكم العقل
وصراحة النقل .
فإذا وجب هذا كله ، وجب أن يكون الإمام أفضل الناس في جميع الصفات الحميدة ، وإذا وجب هذا أيضا وجب أن يعتقد من يقول بالإمامة بأن الإمام جامع لصفات الفضل ممتازا بها على العالم بأسره . ومن تلك الصفات ( العلم ) وهذا مما لا ينبغي الريب فيه ، كما أن البحث في تفصيل هذه الأمور مذكور في كتب الكلام ، في أبواب
الإمامة ، فلا يلزم ذكرها هنا ، وإنما الذي يلزم البحث عنه في هذا المبحث هو علم الامام , ونركز البحث في هذه الدراسة على سعة علم الامام , وماهيته , ومراتبه , ومنشأه , وغايته .

وجوب معرفة صفات الامام
قلنا ان الامام جامع لصفات الفضل والكمال وممتازا بها عن سائر الخلق , وبحثنا هنا في صفة العلم , فنقول : هل يجب على الامة معرفة صفة العلم عند الامام , مضافا الى سائر الصفات ؟ .
والجواب ان المعرفة في المقام من البديهيات ولاتحتاج الى دليل , وهي من الاعتقادات , والاعتقاد لايتأتى الا عن معرفة , وهذا مما لاريب فيه , ولكن نركز في هذه المقدمة على امرين مهمين :
الأول : هو أن علم الإمام - بعد وجوب الاعتقاد به – هل تجب معرفته على نحو التفصيل أو يكفي الاجمال .
الثاني : إن هذا الاعتقاد ضروري ، بحيث يكون من لا يعتقد بذلك منكرا لضروري من ضروريات الدين . أوليس الأمر كذلك ؟
أما الأول : فلم نجد دليلا يرشدنا إلى وجوب الاعتقاد تفصيلا . نعم أقصى ما يدل عليه العقل ، هو أن الإمام يجب أن يكون أعلم الناس فإذا وجب هذا ، وجب على القائل بالإمامة الاعتقاد بذلك ، لأنه من شؤون الإمامة ولوازمها . ومن أرشده الدليل إلى التفصيل وجب عليه الاعتقاد بما وضح لديه ، لأنه من شؤون الإمامة عند ذاك . . وكيف نستطيع أن نقول بوجوب الاعتقاد بالتفصيل مطلقا ، والمعرفة التفصيلية متعذرة لمثل عامة الناس .
وأما الثاني : ففيه تفصيل ، وذلك لأن السواد الاعظم لا يتعقلون في أن علم الإمام على نحو ما سوف نشير إليه من الضروريات , وإن من يتعذر في شأنه فهم الشئ وإدراكه والوصول إلى كنهه كيف يكون اعتقاده به ضروريا , اما مايتأتى في شأن الخواص وأهل العلم ومن قام لديه الدليل على وجوب اتصاف الإمام بتلك المرتبة الشريفة ، فإن العلم بالنسبة إليه [ أي من قام لديه الدليل ] ضروري وإنكاره شأن إنكار الضروريات في الدين .
إن دور الإمام هو مايتحمله من مسؤولية الهداية والإرشاد ، ولا يتحمل تلك المسؤولية ، ما لم يكن متحليا بتلك الصفات الجميلة ، فإنكار بعض صفاته التي بها امتيازه إنكار للطف الإمامة ، فمن ثم يتضح لديك أن العلم من ضروريات الامامة ، وإنكاره إنكار للضروري .
فلا غرابة إذن لو قلنا بوجوب الاعتقاد بعلم الإمام على نهج الاعتقاد بسائر صفاته ، بل هو أظهرها . كما أن إنكاره للخواص وأهل المعرفة إنكار للطف الإمامة . وكيف لا يكون العلم حينئذ ضروريا لهم خاصة .
إن علم الإمام بعض صفاته القدسية ، التي يجب أن يتصف بها. ولا بد أن يكون الإمام في كل صفة نبيلة أفضل أهل عصره ، فإنه لو كان في الناس من هو أفضل منه ، ولو في بعض الصفات ، لما صح أن يكون حجة على الأفضل ، بل ولا المساوي ، وما وجبت طاعته على الناس واستماعهم له ، ولا يكون كذلك إلا وهو خير الناس في الناس ، ولو كان في الناس مثله أو أفضل منه ، ولو من بعض النواحي ، لكانت إمامته خاصة ترجيحا بلا مرجح .
ولا يخفى على ذي بصيرة بأن الإحاطة بحقيقة الإمامة ، وسبر غورها ، ومعرفتها كمعرفة سائر الأمور ، شئ غير مطاق لنا ، لأن الإمامة والنبوة مظهر لصفات الله تعالى ، ومثال لكمالات الخالق سبحانه ومن يحط خبرا بكماله العظيم وصفاته القدسية .

ســــــــلآم الله عليه
جَعَلـ مَا كُتِبت فِي مَوَازِيّن حَســــنَاك
وَرَفَع الْلَّه قَدْرَك فِي الْدُنَيــا وَالْآخــــرَّة وَأَجْزَل لَك الْعَطـــاء
الْلَّه يُعْطِيـــــك الْعــافِيَّة
دمتي بالف خير
لك أرق التحيـآآ

» امير المؤمنين سلام الله عليه
» هكذا علمنا الامام الحسين سلام الله عليه
» زيارة الامام الشهيد ابى عبدالله سلام الله عليه
» الامام الحسين سلام الله عليه ثورة لاتنتهي تتجدد
» التاسع والعشرون من ذي القعدة ذكرى شهادة الامام الجواد سلام الله عليه ‏