العلاقة النارية التي جمعت الولايات المتحدة مع الإخوان في مسلسل الربيع العربي

لكل مؤامرة كواليس وعلاقة سرية تدور بين أطرافها ! هذه العلاقة اشبه بعلاقة القاضي اللعوب مع العشيقة فهي في الخفاء علاقه حميمه جداً بينما تُظهر علانية بإيحاءات التنافر والعداء !
و هي شبيهة للعلاقة النارية التي جمعت الولايات المتحدة مع الإخوان في مسلسل الربيع العربي الذي تسلبه وتحصده حركة الاخوان بسرعة وسلاسة وبصورة غوغائية متغطرسة لا يبررها عقلياً ومنطقياً إلا الدعم الأمريكي الواضح والذي بات يدركه كافة فقهاء السياسة وصناع القرار.

بينما تستبسل الحركة بالتبرير والظهور إعلامياً بعناوينها الجهادية ومنطقها الكهنوتي المفلس للرؤية الوطنية والمبادئ الثورية، مراهنة في ذلك على حشود من التابعين والمناصرين المهمشين والغارقين في العوز والوهم الديني والجهل السياسي !

وفي سبيل ذلك تلعب وسائل الاعلام دوراً كبيراً في إنجاح أو فشل هذه العلاقة السرية المحورية ذات المهمة المتصلة بالرأي العام اتصالاً مباشراً و جوهرياً، غير أن كل ألاعيب الاعلام الإخوانية والخطاب المُسيس للدين " الكهنوتي" لا يستطيعا إخفاء جمله من وتيرة التفاعلات المفصلية في الحدث السياسي خلال مراحل انتقال سلطه ما، وبحيث تبقى مؤشراً هاماً و محدداً واضحاً لسير القاضي و مواعيد العشيقة !

في هذا الجدول " المُصور " المرفق مع المشاركة أضع مصفوفة لوتيرة زيارات واحداث مؤرخة حقيقة متلاحقة للفعل السياسي الامريكي في مصر والقرارات الإخوانية الكبرى الموازية في عهد مرسي (وهي أحداث وليست وجهات نظر او أراء) توضح في مضمونها وجوهرها بجلاء مدى الاعتمادية و درجة الانكشاف والارتهان الإخواني على امريكا في عملية التغول والاستيلاء على السلطة والدولة في مصر تحت عناوين غير ذات صله بالتغيير الثوري المنشود او بالدين الإسلامي الحنيف.

إن هناك من يختبئ خلف رفض و نقد "نظرية المؤامرة" متناسياً بأن هذا النقد لا ينفيها في حال وجودها وبان موجة النقد هذه جاءت لمواجهة الشطط التحليلي والتأليبي في الخطاب الإخواني والقومي في المقام الأول طوال حقب الثمانينات والتسعينات ،وهنا اؤكد بالمقابل ومبدئيا بعدم تحريم أو تخوين التعامل مع الولايات المتحدة بقدر ما أمقت و ارفض و أشك بأبعاد هذه العلاقة السرية و اجزم بان "الربيع العربي" كعنوان أمريكي للمرحلة ليس ممثلاً لحركات التغيير الشبابية في الشعوب العربية ولا مركباً للبديل الاسلامي بل مصيدة من هناك و فخ هنا!

إن البعض والكثير من أنصار الإخوان يقدحون النقاد والمفكرين والكتاب المستقلين بتهمة الحقد والكراهية على هذه الحركة واحزابها اليمينية المتطرفة "حركة الإخوان والسلفيين " !! وصولاً إلى طردهم من الملّه بوصفهم وفقاً لتصورات العموم " بالعلمانيين والليبراليين " ،بينما في الواقع ليس هناك إلا رصد واقعي من غالبية هذه العقول الحرة الناقدة لتحركات الولايات المتحدة سياسة وإعلاماً في ظل توجهات هذه الحركة و في ظل تحركات مريبة متصاعدة ومتوازية تنفي براءة هذه العلاقة و زيف ذاك الخطاب والمنطق المتأسلم ، وهو ما يؤكد ويلزم وجوب الدفاع عن الثورة والوطن والدين لصالح البلاد و العباد ، ناهيك عن أزمة الحوار والنقاش مع القيادات الإشراقية والقواعد لحركة الإخوان التي لا تجد بين صفوفها مخرجات تبادلك الطرح والمنطق والحوار بقدر تعاطيها للمنهج الالتفافي والتوفيقي المشتت هنا وهناك بحثاً عن تجهيلك او تشويهك!

إن الشعوب العربية تحيا منعطف في لحظة عاطفية متشنجة و اثبتت الاحداث بان التضليل الاعلامي والخطاب الكهنوتي في ظل الارتماء العاطفي السلبي قد حرف كثيراً من تطلعات ومسارات التغيير المنشود محارباً بذلك كل فكره و طرح يقود صوب مدنية الدولة بل ومقصياً كل نقد بالتخوين والتكفير والسخرية !

ليس هناك وطني حر أو ناقد هادف او ثائر صادق يقحم نفسه في مواجهة مع تيار الإخوان لمجرد الحقد او عقدة المؤامرة كما يدعي ببغاوات او متعصبي الإخوان المفلسين لمنطق الحوار و الحجة، بقدر إن هناك رجال يرفضون الخديعة و يقومون بواجبهم الوطني تجاه أوطانهم و معتقداتهم المقدسة و مصلحة بلادهم وأمتهم فالتاريخ يشهد بان كُفر " أبى لهب " كأن أقل ضرر للإسلام والرسالة والناس من نفاق " عبدالله بن أُبي " أو من فتنة "مُسيلمة"!

جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنآتكْ

» النمل المجنون" يجتاح جنوب الولايات المتحدة ويعطِّل المنشآت الصناعية‎
» لمحبي الدراجات النارية - مكيفة الان‎
» شاشات توقف بنهاية الخريف وبداية الربيع مدهلة
» الأمم المتحدة تشيد باعلان بغداد وتطالب الدول العربية بالالتزام به
» بس عنا في الوطن العربي