مـــــــــــــــــــــــــــنتديات ايام الزهور
تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 Images?q=tbn:ANd9GcSPuYgiWFQ6o6FEqPT1Axd0Qkn4cOEGt6q6h8SLaU6YKFqnQkcHuXlbtdUj



انتثرت الورود وتفتحت الأزهار لهذا القدوم المميز..
الذي جعل المنتدى يشع نوراً وفاحة رائحة عطرك..
مكانك القلب بحب الاخوة ورفقتنا في أسرتنا..
الجميلة أسرة منتديات ورود الياسمين المميزة..
باقة ورد بكل ألوان الطيف ترحيباً بهذا الحضور الجميل..
حياك الله في منتدانا منتدى الرقي والابتسامة المشرقة..
أتمنى لك تصفحاً ممتعاً ومفيداً..
وننتظر أجمل الإبداعات وأرق الكلمات من بين أناملك الذهبية..
أرق الأمنية بالتوفيق والاستمرار.
.
مـــــــــــــــــــــــــــنتديات ايام الزهور
تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 Images?q=tbn:ANd9GcSPuYgiWFQ6o6FEqPT1Axd0Qkn4cOEGt6q6h8SLaU6YKFqnQkcHuXlbtdUj



انتثرت الورود وتفتحت الأزهار لهذا القدوم المميز..
الذي جعل المنتدى يشع نوراً وفاحة رائحة عطرك..
مكانك القلب بحب الاخوة ورفقتنا في أسرتنا..
الجميلة أسرة منتديات ورود الياسمين المميزة..
باقة ورد بكل ألوان الطيف ترحيباً بهذا الحضور الجميل..
حياك الله في منتدانا منتدى الرقي والابتسامة المشرقة..
أتمنى لك تصفحاً ممتعاً ومفيداً..
وننتظر أجمل الإبداعات وأرق الكلمات من بين أناملك الذهبية..
أرق الأمنية بالتوفيق والاستمرار.
.
مـــــــــــــــــــــــــــنتديات ايام الزهور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


افرغ فؤادك يافتى...هذا محرم قد اتى...واندب حسينا باكياً... واشعل بقلبك لوعتى
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  تسجيل دخول الاعضاءتسجيل دخول الاعضاء  
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمــات، كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل معناإذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
تنبيه / على جميع المشرفين والمشرفات التواجد بشكل يومي بالمنتدى والمشرفين المسؤولين عن الاقسام اتمنى منهم التفاعل وتنشيط اقسامهم لكي مايتم انزالهم من الاشراف واعطائه لمن يستحق ذالك لكي نرتقي بالمنتدى {الادره}
كلمه الاداره يمنع تبادل الايميلات والقروبات بالمنتدي باي شكل من الاشكال والدي يخالف هدا قانون سوف يتم معااقبته وحظره

 

 تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
شوق الورد
اسكبوا الامل في قلوب الاخرين.. فقليل منه يفعل الكثير
المدير العام
اسكبوا الامل في قلوب الاخرين.. فقليل منه يفعل الكثير المدير العام
شوق الورد


رقم العضوية : 1
الررتبة : 1الإدارة
عدد المساهمات : 2739
تاريخ التسجيل : 04/07/2011
انثى
المزاج : السعاده لاتعادل احه الضمير
تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 Get-2-2011-almlf_com_rhkvw45u

تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 GG797046

تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 Had4kugltlr1


 mms 21

تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 Empty
مُساهمةموضوع: تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1   تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 I_icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 6:14 pm

لم يمر على البشرية -منذ أن خلق الله تعالى آدم (ع) إلى هذا اليوم- عصر انتشر فيه الفساد: كمّاً، وكيفاً، وصوراً، كما هو في عصرنا اليوم.. ففي زاوية من زوايا الأرض، كان هناك قوم يمارسون الرذيلة والشذوذ، وقد عُرفوا في التأريخ، وقلبت مدينتهم جزاء بما كانوا يعملون.. والقرآن يذكرهم بذكرٍ منفرٍ: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ}.. بينما أصبحت هذه المعصية من المعاصي التي تُمارس هذه الأيام، بشكل مستساغ عند البعض، ومفلسف، وبلا نكير.. فهذه الفاحشة كانت سمة من سمات بعض الأمم.

إن شتى أنواع المنكر الظاهري والباطني، الشاذ وغير الشاذ، أصبح منتشرا في هذا العصر.. حقا إنه عصر عصيب!.. إذ أشارت بعض الروايات إلى مسألة امتلاء الأرض جورا، فنحن نعيش -على الأقل- بدايات هذا العصر.. وعلى كلٍّ فإن التأمل في سورة وقصة يوسف –عليه السلام- من موجبات الاعتبار في هذا المجال.. فهو من الأنبياء الذين يمكن أن نجعلهم قدوة في حياتنا اليوم، وخاصة بالنسبة للشباب الذين يواجهون شتى صور المغريات.

إن قصة يوسف –عليه السلام- من القصص التي ذكرت بتفصيل في القرآن الكريم: منذ صغره، وذلك المنام الذي رآه، إلى قصة الهمّ بقتله، ثم بيعه، ثم السجن، ثم إلى أن صار على خزائن الأرض.. فيوسف (ع) من الأنبياء الذين تناولهم القرآن الكريم بشيء من التفصيل.

ونلاحظ أن القرآن ينقل قصة، ولكن يعبر عن هذه القصة بأنها من أحسن القصص.. فهنالك قصة تقال للتسلية، ولإظهار شخصية خرافية، كما هو في كل الأمم.. ولكن هذه القصة من الوحي، {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}.. حيث أن هنالك نوع منّة من الله عز وجل، في ذكر قصص الغابرين من أنبيائه العظام.

إن هذه الحروف المقطعة في سورة البقرة {الم}.. وفي سورة يوسف {الر}.. وفي سورة آل عمران {الم}.. إلى آخره من السور، فقد كثرت الأقاويل في هذه المقطعات القرآنية، التي لم تعهد في أي مؤلف.. حيث أننا لا نرى مؤلفا في حياة الشعوب، تبتدأ بهذه الحروف المقطعة، حتى لعله في الإنجيل والتوراة الحقيقيين، قد لم تكن هذه القضية متكررة؛ ولكن في القرآن نرى هذه الظاهرة.. فهناك رأيان أساسيان حول هذه المسألة:

الرأي الأول: أنها رموز بين الله عز وجل، وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن هم كالنبي.. فالله عز وجل يريد أن يخاطب أولياءه ببعض الرموز، وهم يعلمون هذه الرموز.

الرأي الثاني: وهو أن الله عز وجل يريد أن يقول: بأن القرآن مركب من هذه الحروف.. ولكن بالنسبة إلى هذا القول الثاني: فلماذا تكرار بعض المقطعات: {الم} مثلا؟.. ولماذا اختيار هذه الأحرف؟.. ولماذا اختيار حرف {ص} أو {ن} أو ما شابه ذلك؟..

وعليه، فإن مسألة الرمزية هي الأقرب، والبعض قال: الله أعلم بمراده.. فجعل نفسه في زاوية الجهالة المطلقة، وقال: نحن لا نفقه تفسيرا لهذه الكلمات.. إن القرآن معظمه بيّن وظاهر، ما عدا هذه المقطعات، والآيات المتشابهة.

إن في قصة يوسف صلوات الله وسلامه عليه، بعض الدروس المهمة:
يلاحظ من سياق سورة يوسف (ع)، أن أخوة يوسف (ع) لم يكونوا من الكافرين، بل كانوا مؤمنين بالله عز وجل.. ولهذا تراهم يقسمون بالله عز وجل: {قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ}.. فإن قال قائل: بأن هذه التعابير كانت متأخرة، وعندما همّوا بقتل يوسف –عليه السلام- لم يكونوا مؤمنين.. فإن هذا القول تدفعه هذه الآية: {اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ}.. والغريب أن هؤلاء كان بودهم أن يقعوا في قلب أبيهم موقعا حسنا، ويريدون أن يتوجه إليهم يعقوب كتوجهه إلى يوسف!..

وعليه، فإن على الأب أن لا يظهر التمييز في مقام التعامل مع أولاده، فالشيطان في المرصاد، والحسد من المعاصي الأولية على هذه الأرض.. ويبدو أن هؤلاء اكتشفوا بأن هنالك توجها من يعقوب لهذا النبي العظيم.. ويوسف (ع) كما نعلم، لم يكن جماله جمالا طارئا، وإنما كان جماله معه منذ الصغر: جمال ظاهري، وروح تحمل مقدمات تلقي النبوة.. فيا له من جمال ظاهرٍ وباطن!.. فمن الطبيعي أن يميل إليه يعقوب، ويبدو ذلك من تصرفه.

إن قولهم: {يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ}.. أي بعد ذلك نتوب إلى الله عز وجل، ونصبح من الصالحين.. وهذه هي حالة الاستهزاء بالتوبة، إن البعض منا يرتكب الفواحش، ويعمل بعض المنكرات، أو قد يتوغل في عالم الشهوات المحللة، على أمل أن يصل يوما من الأيام، ويعود إلى جادة الحق.. ولكن أنّى له ذلك؟!..

فإذن، إن هذا المنطق ذكره القرآن الكريم.. وهو منطق لا يمكن أن يقبل، أي أن يُقدم الإنسان على المعصية، على أمل أن يوفق للتوبة في يوما من الأيام.. فالإنسان مادام لم يخرج من هذه الدنيا سالما، ومادام لم تختم له بالعاقبة الحسنة، فليتوقع في نفسه كل شيء.. فالشيطان بالمرصاد، وهو الخبير بإغواء الأمم.. وهكذا دخل في نفوس أخوة يوسف، الذين تربوا في حضن نبي من الأنبياء.. وما قاموا به، لم يكن مقابل رجل كبير.. فقابيل قتل هابيل، ولكن كانوا في مستوى بعضهم البعض.. أما بالنسبة إلى طفل صغير كيوسف، هذا الولد البريء، والجميل، وذو الصفات الحسنة.. فكيف طاوعت لهم أنفسهم محاولة قتله؟.. فهذا يكشف أنه لا أمان من شر الشيطان، من أن يجر الإنسان إلى أعظم المعاصي.. ويقال بأنهم كانوا عشرة، وكلهم أجمعوا على قتل يوسف.. فعشرة مقابل يوسف وأخيه، وهما ولدان صغيران، وفي المقابل عصبة متشكلة!.. ونحن نعلم أن الانحراف قد يأتي لولد، أو لولدين، أو لثلاثة، أما أن أولاد نبي يجمعون على كبيرة من الكبائر، وكبيرة شرعية، وكبيرة لا إنسانية!.. فإذن، إن النفس الإنسانية معرضة لكل كبيرة، لولا العصمة الإلهية، والأمان من شر الشيطان اللعين الرجيم.

إن هذا الشيطان العدو اللدود، له خبرة عريقة.. فقد حاول مع أبناء يعقوب، وأوصلهم إلى هذه الدرجة المتدنية من الميل إلى الجريمة.. فما بالنا نحن الذين لسنا في مستوى المواجهة مع هذا العدو اللدود؟!..

إن من المحطات الملفتة في حياة نبي الله يوسف -صلوات الله وسلامه عليه- هي ملاحظة أن اليد الإلهية هي التي تسوق الأنبياء، فمثلا: إبراهيم (ع) وإخراجه من النار.. وموسى (ع) وإخراجه من النيل.. ويونس (ع) وإخراجه من بطن الحوت.. فهذه اليد أيضا تعاملت مع يوسف (ع) بنفس المعادلة، فلو أن السيارة أو القافلة، قد تأخرت يوما أو بعض يوم، لمات جوعا، وهو في أعماق ذلك البئر.. ولكن تأتي السيارة في الوقت المناسب، فيدلي دلوه، ويرون هذا الغلام.. وبالتالي، يأتي رب العالمين بالمدد الغيبي، ليستخرج وليه من أعماق البئر.. إن هذه اليد عولوا عليها.

إن الإنسان المؤمن لا يحسب حساباته، فهناك ورد ما مضمونه: (يا عبدي ادعني ولا تعلمني).. أي أنت اطلب مني الهدف، أما ما هي الوسيلة؟.. وما هي المراحل؟.. فاترك الأمر إليَّ!.. فيوسف -عليه السلام- وهو في أعماق البئر، من المؤكد أنه كان يدعو إما بلسان حاله، أو بلسان مقاله.. ولم يكن يتوقع أن تكون النجاة بهذه الطريقة، والنجاة من أين؟.. وإلى أين؟.. من أعماق البئر، إلى ذلك المكان الفرعوني، إلى بيت العزيز، حيث الترف، وحيث الراحة!.. وإذا به وخلال فترة قصيرة، ينتقل من العالم الضيق، إلى ذلك العالم المترف.

ثم انظروا إلى تصرفات الله عز وجل في قلب الملوك!.. إن البعض يظن أن الله عز وجل يتصرف في قلوب الصالحين فقط.. فعندما يبتلى الإنسان ببلية، ويكون علاج هذه البلية بيد ظالم، فعليه أن لا ييأس من روح الله عز وجل.. فالذي قلّب قلب فرعون، الذي يقتل الأولاد الصغار، والرضع، لئلا يلد فيهم مثل موسى.. وإذا بهذا القلب يتحوّل، ويحتضن القاتل، وهو موسى.

وانظروا إلى هذا العزيز!.. {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا}.. ومن المعروف بأن عاطفة الأبوة والبنوة، تحتاج إلى جذور فطرية.. فالإنسان يحنُّ إلى ولده الذي من صلبه، وهذا ولدٌ استُخرج من البئر، لا يعرف حسبه ولا نسبه.. وإذا بهذه العاطفة التي تأتي من خلال سنوات، من البنوة والأبوة، توجد في قلب هذا الرجل، وفي قلب زوجته.

{وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ}.. إذا أراد الله عز وجل أن يهيأ الأسباب هكذا يهيئ.. {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين}.. {بَلَغَ أَشُدَّهُ}.. أي مرحلة النضج والشباب، فالشاب الذي له وعي والتفات، حتى لو كان دون العشرين، يمكن أن يعبّر عنه بأنه بلغ أشده.. فإذن، إن سن الأربعين هي سن ما بعد بلوغ الأشد.

{آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا}.. إن العلم الذي يعطيه رب العالمين، هذا العلم لا يتخلف عن الواقع.. فنحن نجد في أنفسنا علما، أي ينكشف لنا الواقع من خلال صورة ذهنية.. ولكن لم نصل إلى الواقع، وإنما صورنا الواقع في أنفسنا تصويرا، وقد يطابق الواقع، وقد لا يطابقه.. وعلماء الفلك هذه الأيام، يدّعون العلم بالمجرّة الكذائية، بالأوصاف الكذائية، وذلك من خلال المعادلات والتحاليل، يصلون إلى مرحلة العلم المبدعة، بينما الواقع محجوب عنهم.. ولكن العلم الذي يأتي من قبل الله عز وجل، فهذا العلم يكشف الواقع.. وعليه، فنحن علماء، ولكن بجهل مركب: أي نحن جاهلون، ولكن لا نعلم أننا من الجاهلين.

فإذن، إذا أراد الله عز وجل، أن يمنّ على عبدٍ فتح له باب الانكشاف الباطني، وفتح له كما فتح للقمان باب الحكمة، فيرى الأمور بحقائقها.. فبالنسبة للأنبياء إن دائرة هذا العلم واسعة، ويعرفون كثيرا من الأشياء: تأويل الرؤى، وما وراء الغيب، وما وراء الجدر إلى آخره.. والمؤمن يسأل الله عز وجل، أن يعطيه انكشافا بمقدار ما يحتاج إليه.. صحيح أن العلم لا يأتيه بكل أبعاده، ولكن يعطيه من العلم ما يرى به طريقه اليوم، مثلا: كيف يتعامل مع زوجته؟.. وكيف يربي ابنه؟.. وكيف يصل أرحامه؟.. وأين يسافر؟.. وأين يلقي عصا الاستقرار؟.. واختيار مواطن المعيشة؟.. ومواطن الهجرة؟.. وأسباب الرزق؟.. فإن كل ذلك من الأمور الخافية علينا.. فأين رضا الله؟.. وأين المصلحة؟.. فنحن لا نعلم، لذا على الإنسان أن يسأل الله تعالى أن يفتح له هذه الأبواب.

والجميل في الآية أنها تقول: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}، فهذا العلم يُعطى، ولكن ليس جزافيا، وإنمل يحتاج إلى أرضية: الإحسان، والعلم، والجهاد الدائب.. فإذا كنت على هذا المستوى من الالتزام في الشريعة -ظاهرا وباطنا- فقد رشحت نفسك لهذا العلم الإلهي.

{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ}.. إن هذه الأساليب الثلاثة، هي التي تستعملها النساء اللواتي، يردن إيقاع الفريسة في فخوخهن:

أولا: {وَرَاوَدَتْهُ}.. راودته، أي كان الكلام بلين، وبرفق.. فالمرأة التى تريد أن تصطاد فريستها من الشباب، من الطبيعي أن تلجأ إلى الكلام المعسول، وإلى رقة القول.. فالله عز وجل خلق المرأة، وجعل فيها هذه القابلية.. ويمكن تمييز صوت الرجل من المرأة، من خلال حروف، ومن وراء الهاتف –مثلا- فالرقة سمة كلام المرأة.. وهذه المرأة استعملت هذه الرقة، للإقاع بيوسف.

ثانيا: {وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ}.. أيضا من مكائد النساء: الخلوة، وعدم وجود الرقابة الاجتماعية، وعدم الخوف من الفضيحة، والابتعاد عن الأضواء، والذهاب إلى الظلمات، حيث لا يمكن أن تراقب.

ثالثا: {وَقَالَتْ هَيْتَ}.. أي ما بقي إلا أن تقدم، فهي تأمر أمراً بإصرار وبإلحاح، بعد المقدمتين السابقتين: المراودة برفق، واللينة في القول.. وتخلية الأجواء، بطرد الرقباء.. ثم تقول: الآن ما بقي إلا أن تقدم على ذلك الأمر.

إن ليوسف (ع) عبارات جميلة وبليغة، فقد قال هذه العبارات في تلك الخلوة، ومن وراء الأبواب المغلقة.. وإذا بعد آلاف السنين رب العالمين يكشف ما قاله يوسف في تلك الغرف المغلقة.. نعم، هكذا إذا أراد أن يظهر فضيلة يظهرها!.. وإذا أراد أن يكشف عن فضيحة كشفها أيضا.. {قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}.. إن أول جواب قاله يوسف: {مَعَاذَ اللّهِ}.. فلم يقل: هذا حرام، وهذا لا يجوز، وهذا يدخل نار جهنم.. لم يذكر ذلك أبدا، إنما {قَالَ مَعَاذَ اللّهِ}.. الاستعاذة بالله عز وجل، وكأن يوسف (ع) بهذه العبارة تبرأ من حوله وقوته، أي يا رب!.. أنت الذي أستعيذ بك، وأنت الذي ألتجأ إليك.

{إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ}.. أي يا زليخة!.. هذا جواب نعم الله عز وجل!.. وقد أخرجني من الجب!.. وأكرمني في أحضان أبي يعقوب!.. وجعل محبتي في القلوب!.. وجعل هذا الرجل يتخذني ولدا!.. وأعطاني هذا الجمال!.. وبعد ذلك، ولأجل لحظات من الشهوة، أنكر هذا الجميل من رب العالمين!..

فإذن، هذا درس للشاب عندما يتعرض لهذا الموقف، فليتذكر الكم الكبير من النعم الإلهية المتوجهة إليه، وليحذر هذه الصفقة الخاسرة، وأن تسلب منه هذه النعم بدقائق معدودة: هذا العلم المعطى، وهذه الحكم، وهذا الامتياز، وهذا القرب.. هل يبيعه الإنسان في هذا الموقف؟.. أبدا!.. {إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}.. هو الفلاح بيده، والفوز بيده.. والذي ظلم نفسه، فإن رب العالمين لا يمكن أن يفتح له أبواب التوفيق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ayamzahoor.yoo7.com
غياث المستغيثين

نائبه المدير

غياث المستغيثين


رقم العضوية : 4
الررتبة : 2نائب /ـة الإدارة
عدد المساهمات : 2080
تاريخ التسجيل : 10/07/2011
انثى
المزاج : لو جرحت أيدي الدم يطلع لكنك جرحت قلبي وأخاف أن روحي يالغالي تطلع

تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 D11ed2t4dme7

تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 101
تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 7zt6gv0k9etcjn7i15i1


 mms 28

تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1   تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 I_icon_minitimeالأربعاء مارس 14, 2012 8:47 am

جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك
واثابك وانار قلبك بنور الأيمان
ما أجمل طرحك وروعة وجودك
الله لايحرمنا من هذا المجهود الطيب
اتطلع لــ جديدك بكل شوق
مودتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شوق الورد
اسكبوا الامل في قلوب الاخرين.. فقليل منه يفعل الكثير
المدير العام
اسكبوا الامل في قلوب الاخرين.. فقليل منه يفعل الكثير المدير العام
شوق الورد


رقم العضوية : 1
الررتبة : 1الإدارة
عدد المساهمات : 2739
تاريخ التسجيل : 04/07/2011
انثى
المزاج : السعاده لاتعادل احه الضمير
تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 Get-2-2011-almlf_com_rhkvw45u

تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 GG797046

تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 Had4kugltlr1


 mms 21

تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1   تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 I_icon_minitimeالأربعاء مارس 14, 2012 6:20 pm


يسلم راسك ويسلم لي ذوقك الف شكر على مرورك العطر

لاخلا ولاعدم ولا هنتي ولا هانت انامل سموك الكريمه

دمتي لنا كما تحبين تحياتي لك وتقديري لحروفك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ayamzahoor.yoo7.com
 
تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 3
» تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 4
» تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 5
» تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 2
»  تأملات وعبر من حياة نوح (ع)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـــــــــــــــــــــــــــنتديات ايام الزهور ::  -<||المنتديات الإسلامية ||>--  :: المنتدي الاسلامي-
انتقل الى:  
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
المواضيع الأخيرة
»  لو خيروك بين وبين وش تختار
تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 I_icon_minitimeالإثنين مارس 11, 2013 7:40 am من طرف احزان الشام

» عد من واحد لين 5 واقطع اصابع حد..
تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 I_icon_minitimeالإثنين مارس 11, 2013 7:38 am من طرف احزان الشام

»  سيارتك مغبره اختر احد الاعضاء يغسلها عند الرقم 5
تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 I_icon_minitimeالإثنين مارس 11, 2013 7:37 am من طرف احزان الشام

»  عد للعشرة وقول انت مشتاق لمين ؟؟؟
تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 I_icon_minitimeالإثنين مارس 11, 2013 7:35 am من طرف احزان الشام

» عروض استديو الالوان
تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 I_icon_minitimeالجمعة مارس 01, 2013 2:30 am من طرف خدمه التصميم

» عروض استديو الالوان
تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 I_icon_minitimeالجمعة مارس 01, 2013 2:30 am من طرف خدمه التصميم

» فرصة تدريب وتوظيف النسائي
تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 13, 2013 10:04 pm من طرف خدمه التصميم

»  كلمات خالدة في الإمام الحسين عليه السلام
تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 I_icon_minitimeالخميس يناير 31, 2013 8:30 am من طرف همـڛ آڷرۈح‘

»  حامل صفات الغر
تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 1 I_icon_minitimeالخميس يناير 31, 2013 8:28 am من طرف همـڛ آڷرۈح‘

حقوق محفوظه
الساعة الأن بتوقيت (القطيف )
جميع الحقوق محفوظة ®{منتدي ورود الياسمين}
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010